بسم الله ارحمان الرحيم
الصلاة و السلام على اشرف المرسلين
شكرا على ردك السريع
في الحقيقة ما تكلمت الا في حب الله و في عشق جمال الله فلا عبادة دون حب
وما كتبته لك ليس من كتاب او من موقع اخر و لكن هو من القلب نابع
وعلم الرقائق هو علم ذوق وعلم فن لا تجده في الكتب ولا في القصص بل علم يهبه الله لمن اراد قي كل زمان وكل مكان
ومن الغليظة تولد الرقيقة فمن اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم التكلم مع جميع المخلوقات وكلّ يخاطبه بلغته ومثال على ذالك ان
عجوز اتت للرسول فقالت له ادعو لي
بالجنه فقال لها
لا تدخل الجنة عجوز فانزعجت فتبسم الرسول وقال لها بل يردهن ابكارا اطهارا
ومن الرقائق هي ان تحب و إنّ الله يحبّ و جبريل يحبّ ورسول الله *ص* يحبّ. و كلمة الحبّ هي
الموازين بين الخلق أو بين القلوب. ألا يكون الحب إلاّ لفاسق. فلماذا لا يكون في التقيّ الّذي يحبّ لا لشيء.
ومن أحبّ الله هان عليه كلّ شيء و من لم يحب الله لم يهن عليه شيء.
و كلمة الحبّ جمعت بين التُقى و الورع. ألا ترى أن الأشجار تنفض أوراقها فكأن الدموع تتناثر من عينيها لتشكوا في الحبّ إلى الله, فإذا شكت إلى
الله زيّنها بدموع جديدة و ناداها و قال لها أحبّي لأنّي غرستك بالحبِّ و سقيتك بالحبّ.
فكلما افتقرت إليّ بدّلتك جمالا غير الجمال. فمن كان غارفا من بحر علم الله, ألا يكون غارفا من بحر حبّ الله, فالنظر في وجهه العزيز مستحيل في
هذه الدنيا.
و إذا نطقت بالحُبّ و تكلمت بالحب فكأنّك تخاطب الرّوح الأعظم فيصبح فؤادك حبّا و كلّ ما فيك يحبّ. فلا تنظر إلا بمنظار الصّفاء و لا يكون فيك
جفاء. و الحبّ من الوفاء و من لم يكن له وفاء فقد جفا.
ونحن أهل الحبّ كتب اللّه علينا أن نرى حبيبنا و سيدنا و مولانا في الحبّ و الجمال المطلق و الجمال المتجلّي في الكائنات.
و من كان عاشقا كانتْ أخلاقه حسنة ومن لم يعشق تكون أخلاقه غير حسنة و الحبّ حسنة من حسنات الدّنيا و لباسهم فيها حرير : الحبّ هو الجنّة و
الكلام فيه حرير و البغضُ و الحقد هي النّار.
يا شمس الدّنيا يا قمر السّماء إذا اكتملت يا نجمة الصّباح. إذا ظهرت يا وردة العالمين يا زهرة العشّاق و المحبين يا أنت يا كلمة الحبّ أصفى و
أنقى من الفلّ و الياسمين. يا رحيق الأزهار يا عصير الثمار يا كاسات المدام و جنّة الحبّ على غير المحبّين حرام.
الحبّ برد و سلام على القلب المستهام و الحبّ قول و فعل و العاشق على ما صرّح في صدره لا يلام. فلا يلام العشّاق على عشقهم لأنّه أجمل ما في
الوجود.
ما أحلاها من كلمة و ما أعذبها من كلمة و ما أصفاها من شربة ماءٍ نزلت من عليّين إلى قلوب المتيّمين.
و الحبّ سجود و ركوع و قيام خمرة تعصر في القلوب فيفوح عطرها على من حولها فكلُّ من جالس عاشقا أصبح عاشقا.
الحبّ ليس فيه حدّ إلاّ فيما حدّ الله. و من مات على حبّه و لم يتبعه بشيء مات شهيدا. فكيف لا نحبّ و كيف لا نعشق. أيّها القاسي فيما نخاطبك
ناسي. فإذا فاض إحساسي بالحبّ و صرّحتُ به لا ملامة. هل يوجد غيره حتّى نحبّ غيره. نحن عباد الله نحبّ جمال الله فيما خلق الله. ومن رأى الحبّ
فضيلة فهو أفضل و من رأى حبّه رذيلة فهو أرذل.
و نحن معشر المحبين حسناتكم أيها الأبرار عندنا سيّئات المقربين
أيها العاشق لا تخف في نفسك ما الله مبديه هل يوجد في العشاق من يكره أو من يحقد و الله عبّر عن الّذي لا يعشق كالحجارة أو أشدّ قسوة. ومن الحجارة
ما يتشقق فيخرج منه الماء. وهذا الماء لا بدّ أن يسقي البساتين حتّى تُنعش الرّوح بجنان الحبّ.
ألا ترى أن المسلمين يطوفون بالبيت و هو حجر؟
ألا يطوف أيّها العاشق بالحبّ قلبك , فلعلّك تطوف بالبيت مرّة في العمر و لكن حتّى في المنام يطوف بالحبّ قلبك.
و لو لا الحبّ ما سجد لله ساجد. فالله سبحانه و تعالى قيّد النّفس بالجمال و حبّبها في الجمال. ألا ترى أنّ الشعراء يقولون ما لا يفعلون.
نظروا للحبّ بنظرة الصّفاء لا بنظرة الفحش. لأنّهم قالوا و لم يفعلوا و لذا خلّدهم التّاريخ لأنّهم تغزّلوا بجمال الله و حبّ بساتين الله. ومن
أحبّ و عشق لم ينظر لغير جمال الله.
لا حبّي في الدّيار و لكن لمن سكن الدّيار
يا طالب الوصال من سيد العلى إنّ الوصال غالي و ما غلى حلا
الحبّ شربنا ومن لم يكن فيه حبّ لم يشرب من شربنا
و ان اردت المزيد في علم الرقائق يمكن ان تبعث وتحدد سؤال وبعون الله اجيبك
وصلى الله علي سيدنا و حبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والله و رسوله اعلم