الناس فى استقبال رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الحيم
الحمد لله
الذى أنزل القرآن كلامه, وأجرى على لسان رسول الحق كلاماً زانه, وعلم
الاصحاب فهمهما سبحانه, وسير من بعدهم على طريق الجنة فرسانه, وذل ذوو
الخسران عن طريق الحق فتركوا مكانه, وأصلى وأسلم على من أوتى جوامع الكلم
وبيانه صلى الله عليه وسلم ثم أما بعد....
فها هو رمضان يقترب منا فهل نحن اقتربنا منه
الناس فى استقبال رمضان
أصنافاً وأشكالأً
بقدوم شهر رمضان شهر الخيرات والبركات والنفحات والهبات من رب الأرض والسماوات
نجد تفاوتاً عظيماً بين الناس فى استقباله.
* فمن الناس
من أقام على الأضرحة الأنوار والستائر التى تبهر الأبصار وقاموا بغسل
صناديق النذور وتفريغها حتى يستقبلوا نذور الزيارات الرمضانية الموسمية
التى يقصد بها جهلاً التعرض للبركات والتباكى فى صخبٍ وتمايلٍ على صوت
المداحين بل والمداحات هناك وعقدوا أعلام الطرق فهذه الجريرية وهذه
العزمية وهذه جيلانية وهذه الرفاعية وهذه المهلبية.
* ومن الناس من أعد العدة للسفر الطويل والذهاب إلى قبر الحسين (رضى الله عنه) سبط النبى (صلى الله عليه وسلم) أو الصالح الجيلانى أو السيد الرفاعى أو الأخطل البدوى وعلى الظهر يحمل الأدعية والطلبات.
* ومن الناس من بذل الجهد المجهد لجمع المالِ لكى يرضى سيدة الحسن والجمالِ زوجته ذات الشأن العالِ فى طلب كل ما هو غالٍ من طعامِ أو شرابٍ.
* ومن الناس
من هو تلفزى اتصل بالفنى الجهبذى فأتى بالشاشة الملونة بلون الفراشة
ووضعها فى مكان لا مثيل له فى البيت وقال له فى بشاشة أخى أريد ضبط كل
قناة تنشر كل مسلسلات الجميلات المتينات فى الرشاقة فالصوم طول اليوم يشعر
بالسئامة فهلا جعلت لنا شيئاً يزيل عنا ملل الصوم ويقصر الوقت دون اندواشة.
وكل هؤلاء أضاعو الشهر دون إغتنامِ ما فيه من فضل ونعمة ودون تعرض لنفحات الله فيه
أما أهل الخير فهذا موسمهم المنتظر وبذل الخير فيه أمر معتبر يجتهدون فيه فى الطاعات دون سئم ولا ملل ولا ضجر.
يستقبلونه بأعمال الخير يدعون ربهم قبله اللهم بلغنا فضله
يستقبلونه بهمة الرجال داعين ربهم اللهم بلغنا المنال
يستقبلونه بترك زخم العيش داعين ربهم اللهم بلغنا طيب العيش
يستقبلونه بالذكر والثناء داعين ربهم اللهم زدنا من نماء
يستقبلونه بالقيام داعين ربهم اللهم ارزقنا عليه الدوام
يستقبلونه كما كان يستقبله السلف داعين ربهم اللهم اجعلنا من خير خلف
يستقبلونه بصلة الأرحام داعين ربهم اللهم هب لنا من دلنك كرماً وإكرام
هكذا إستقبال رمضان بالخير والدعوة إليه
هكذا استقبال الطيبين
فاللهم اجعلنا من الطيبين
القائمين الراكعين الساجدين الصائمين القانتين الحامدين الذاكرين لك كثيراً
فى كل وقت وحين
سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك